ليس الغرض تزويد الطالب بوفرة من المعلومات التفصيلية في المواد العلمية، التراثية منها والغربية. بل إعطاؤه الأداة التي تمكنه من التعامل مع التراث الإسلامي والغربي معا على مستوى القراءة والفهم والبحث وتحديد المشكلات.

  إن التطور الذي لحق عملية التعلم في العالم يجبرنا على مواكبته بالخروج عن الصورة النمطية التقليدية التي تطعم الطالب مسألة بمسألة إلى نموذج تعليمي آخر يرتكز على زراعة أسس قابلة للتطوير وترك المجال بعد ذلك لقدرات الطالب واجتهاده لتطويرها وتنميتها.

  بناء على ذلك، اخترنا أن يكون مسار التكوين يجمع بين الأغراض التعليمية (كسب مفردات العلم) والأغراض الابستمولوجية (تاريخ العلم وفلسفته البنائية والوظيفية من خلال موضوعه ومناهجه، ومصادره، وقضاياه، ومشكلاته، ونظرياته).

  على هذا النحو من النظر تم تقسيم المسالك ووضع عناوين الوحدات والمواد، ثم اختيار الأسس المنهجية لتناولها.

  وقد تشكلت الدراسة المنهجية للعلوم في  المسالك من أربعة محاور هي:

    المحور الأول: المدخل المفهومي: يقدم دراسة وصفية وتحليلية تعرف بالعلم من خلال موضوعه، ووضعيته في خطاطات تصنيف العلوم، إسلامية كانت أو غربية.

    المحور الثاني: المدخل التأريخي: يهدف هذا المحور لتقديم تصور محكم عن تاريخ العلم وحلقات تطوره المحورية ومدارسه وأهم أعلامه وأهم مصادر العلم والمصنفات فيه، مع مراعاة التطور الزمني للعلم عبر القرون، وإبراز حلقات ازدهاره ومراحل تطوره.

    المحور الثالث: المدخل الابستيمي: يقدم فيه البناء الموضوعي للعلم (الهيكلة -القضايا -المسائل)، بحيث يدرك الطالب معاقده الأساسية من خلال التعرف على:

       -  هيكلة العلم

       -  البنية الموضوعية لكتبه

       -  البنية الموضوعية لمسائله

       -  فلسفته من حيث أسسه الثلاثة: الموضوع والمنهج وقيمة اليقين النظري فيه (أي قيمة نتائجه ونظرياته قياسا إلى تاريخه الخاص وتاريخه العام ضمن العلوم الإسلامية أو ضمن تاريخ العلوم بشكل أعم).

    المحور الرابع: المحور التكويني: موقع الدارس للعلم، استخلاص الخارطة النظرية والعملية للعلم، وحدود النقد والإصلاح، ومجالات التجديد والاجتهاد والإبداع والبحث الممكنة.

  يتكون الدبلوم من مسلكين وست وحدات. والمسلك مسار علمي متخصص عام، والوحدة مجموعة مواد متكاملة. ويشتمل المسلك الأول على وحدات العلوم الدائرة على الوحي (مسلك العلوم الإسلامية)، ويشتمل الثاني على وحدات الفلسفة والعلوم الإنسانية والمناهج (مسلك العلوم الإنسانية وآليات التفكير).

  تخضع تركيبة المسالك لتصميم نموذجي يحدَّد فيه عدد الفصول، والغلاف الزمني، والوحدات، ونسبة توزيع الزمان على الوحدات.